أربع قصص قصيرة جدا-عزيز العرباوي / المغرب
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
قصة/نصوص

أربع قصص قصيرة جدا

  عزيز العرباوي    

                                                            زمن الهموم..:
عندما زرت مؤخرا قريتي التي ولدت وترعرعت فيها ، لأعيد طفولتي الضائعة في الأوحال الطينية والأشجار السامقة والبساتين الشاسعة، عرجت على بيتنا القديم الذي شهد حب طفولتي البريء ، فوجدت دمية حبيبتي تنتحب بدموع لا حدود لها . قربت وجهي منها وأنا أنظر إليها بحزن شديد علي أرى فيها صورة حبيبتي الضائعة قائلا :

- لقد اشتقت إليك يا حبيبتي ..طال زمن فراقنا..

وبعد لحظة صمت رهيبة ، وصلني صوت ممزوج برائحة الموت:

- لقد ماتت منذ زمان ..اذهب لم تبق تضحية في زمن الهموم هذا..

                                                             عاهـــــــــرة ... :

مرت أمام قسمي وهي تختال في سيرها، وكان جسدا أنثويا نحيفا يوهم كل البلدة، فإذا تكلمت عم البياض، فلم يظهر في الفضاء إلا الخجل وحمرة الخدود، كانت تقضي اليوم كله في الانتقال من مكان إلا آخر، ومن عين إلى عين، ومن قلب إلى قلب وهي تمارس طقوس الإغراء والجاذبية ساخرة من كل ذكر بارد قلبه، وبعد أن أكملت طقوسها اليومية وجدت أن العمل الذي قامت به طوال اليوم لم يكن بالمجدي كي تجذبني وتغريني ، لكنه كان على شكل آخر، مختلف عن الذي رأيته ومازلت أراه، لقد كانت عاهرة ... !!

                                                            حشرة وأفعى ... :
كان ليلا غامضا يمتد على كل القرية، فإذا كنت في مغربه، جذبك الشفق بحمرته وجماله، فلم تشعر إلا بالوحدة الجامدة بالعشق والكره في آن واحد، وإذا كنت في فجره، أغراك الأبيض والأسود يمتزجان ليكونا لوحة تعبيرية، فلم تشعر إلا بالأصفر الشعاعي، كنت وحيدا أراقب حشرات الليل وهي تمارس طقوسها في الحبفيما بينها ترتاد الحائط المطلي باللون الأخضر والأحمر والأصفر ... أمعن فيها النظر بإعجاب وشاعرية، وعندما كنت أكتب خواطري شعرت بها تقترب مني ببطء وتقترب... وبعد أن رفعت رأسي من على دفتري وجدت إحدى الحشرات تهمس في أذني :
_ لا تتحرك ! هناك أفعى تقترب منك، سأحاول قتلها .
وبعد أن استفقت في الصباح على صوت المنبه وجدت بجانبي امرأتين نائمتين، فتاة وامرأة، فشعرت بفرح غمرني، والتفت إليهما وعلى عقلي سكون :
_ من أنتما أيتها المرأتان ؟ .
ثم جفلت على جواب الكبرى :
_ نحن امرأتان من العالم الآخر ! .

                                                                    تبـــــــدل ... :

أنا لا يخدعني كلامه ونفاقه، ولا صراخه وتهديده، لذلك أستعيد التعامل معه في أمور شتى، فتعاملاته ناقصة العهود والثقة والتصوراتدون جهد وبخداع عظيم مليء بحقد باد عليه. وتلك التعاملات تنقصها الوثائق، والمرونة والثقة المتبادلة، هي مجرد نفاق وضحكات وابتسامات غامضة تظهر الواقع حينا وتظهر الشر حينا آخر، ولكن قدرته على استبدال وجهه مرات ومرات تشير إلى خوفه من فقدان شيء ووقوعه في خطر، أما عن تهديداته للآخرين فحدث ولا حرج ....



 
  عزيز العرباوي / المغرب (2010-02-24)
Partager

تعليقات:
عبد الغني صيفي /ما بين طنجة والنرويج 2010-02-25
اخي عزيز قد مررت على مدونتك وراقني الكثير فيها,متمنياتي لك بالاستمرار,والعطاء...تحياتي.
البريد الإلكتروني : abdelghani00767@hotmail.fr

أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

أربع قصص قصيرة جدا-عزيز العرباوي / المغرب

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia